الثلاثاء، 31 أغسطس 2010

إحياء رمضان ببريطانيا رغم الكراهية

الجزيرة نت

مدين ديرية-لندن
في أجواء يطغى عليها التوتر بسبب ما وصف بالتصعيد الخطير والاستفزازات المتواصلة من قبل جماعات يمينية مناهضة للإسلام، يواصل المسلمون في بريطانيا الاحتفال بشهر رمضان المبارك.
ويحاول مسلمو بريطانيا توفير الظروف التي تساعدهم على أداء فرائضه وتحقيق مقاصده في مجتمع غربي يعيشون شهر الصيام فيه كأبناء أقلية دينية، وغالبا ما يشكل هذا بالنسبة لهم تحديا حقيقيا.
ورغم خلو الشوارع من أي مظاهر خارجية توحي بالشهر الكريم، فإن المساجد المنتشرة في بريطانيا والتي يزيد عددها عن 1600 مسجد تغص بالمصلين. كما تشهد المراكز والجمعيات الخيرية الإسلامية أنشطة وفعاليات مختلفة بمناسبة قدوم الشهر الفضيل.
ويعيش المسلمون أجواء رمضان في الأحياء التي تقطنها غالبية مسلمة، وتعرض في أسواق تلك المناطق بضائع من مختلف البلدان العربية والإسلامية تشمل كافة متطلبات مائدة رمضان. وتحرص العائلات المسلمة على المشاركة في الفعاليات التي تنظمها المساجد والمراكز والمؤسسات الإسلامية.
عدد المسلمين في بريطانيا يقدر بأكثر من مليونين (الجزيرة نت)
أكثر من مليونين
ويمثل المسلمون أكبر أقلية دينية في البلاد، حيث أظهر تعداد السكان لعام 2001 أن هناك حوالي 1.6 مليون مسلم بينما يقدرون الآن بأكثر من مليونين، 11.6% هم مسلمون من أصل أبيض، و6.9% من أصل أسود بريطاني، و74% من أصل آسيوي بريطاني.
وتشير الإحصائيات إلى أن 50% من المسلمين مولودون في بريطانيا، و50% تقل أعمارهم عن 25 عاما.
ويرجع المراقبون ازدياد أعداد المسلمين في بريطانيا إلى الهجرة، والاستقرار الأسري، والزواج المبكر، ومعدلات المواليد العالية بين المسلمين، وتحول الكثيرين إلى الإسلام.
ويتشكل مجتمع المسلمين البريطانيين من ثلاثة أجيال، الأول يتكون من المهاجرين، والجيل الثاني ممن ولدوا في بريطانيا وعاد لزيارة بلده الأم، أما الجيل الثالث فهو من لم يذهب لبلده الأم ويربطه به فقط الدين والعادات والتقاليد التي تعرف عليها من خلال ذويه.
ورغم المشاكل الأمنية والسياسية والاقتصادية وظهور حركات يمينية منظمة تجاهر بمعاداتهم، فقد أصبح المسلمون البريطانيون منخرطين في الحياة السياسية البريطانية وتقلدوا مناصب وصلت إلى عضو في مجلس وعمدة وعضو برلمان، وعين بعضهم في منصب وزير، في حين أصبح لديهم تأثير قوي في الانتخابات البريطانية العامة.
شيخ مصري يتلو القرآن الكريم
في أحد مساجد بريطانيا
(الجزيرة نت)
العنصرية والكراهية
وقال الأمين العام المساعد لمجلس مسلمي بريطانيا الدكتور داود عبد الله إن المسلمين في بريطانيا يواجهون مشاكل العنصرية والكراهية والإسلاموفوبيا بسبب تردي الوضع الاقتصادي العام. وأوضح عبد الله للجزيرة نت أن المساجد والمراكز الإسلامية في البلاد عليها إقبال كبير من أشخاص يشهرون إسلامهم.
وحول تصاعد كراهية المسلمين، عزا عبد الله ذلك إلى وقوع هجمات سبتمبر/أيلول 2001 بالولايات المتحدة، قائلا إنه رغم أن قضية العنصرية والتمييز على أساس العرق والدين لها جذور عميقة، فإن تلك الهجمات تبقى السبب المباشر.
ويوجد في بريطانيا عدد كبير من المؤسسات والمنظمات والجمعيات الإسلامية ومراكز الأبحاث التي تعمل على إظهار مصالح المسلمين البريطانيين الدينية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والسياسية، وحماية هذه المصالح.
وتبين من الآثار التي جرى التنقيب عنها أن تاريخ المسلمين في بريطانيا يعود إلى أكثر من ألف عام.
وفي العصر الحديث بدأت هجرة المسلمين إلى بريطانيا منذ خمسينيات القرن الماضي، فيما جاء أكثرهم من جنوب شرق آسيا، وخصوصا من شبه القارة الهندية.
ويعيش المسلمون في جميع أنحاء بريطانيا، رغم أنهم يتمركزون بأعداد كبيرة في مدن لندن ومانشستر وبرمنغهام وبرادفورد.

ليست هناك تعليقات: